سيكون ملعب "سانتياجو برنابيو " على موعد الليلة مع الإثارة والمتعة بإستضافته اللقاء الثأري والملتهب بين ريال مدريد الأسباني وبوروسيا دورتموند الألماني في ذهاب دور الثمانية لبطولة دوري الأبطال "قمة الثمانية الكبار"، في رحلة سعيهما للوصول إلى الدور قبل النهائي للبطولة.
ويأتي هذا كسيناريو مكرر للقائهما معا في الدور قبل النهائي لنفس البطولة الموسم الماضي، والذي إنتهى لمصلحة دورتموند بجدارة، بعدما حسم تأهله للنهائي – الذي فاز بايرن ميونيخ بلقبه- وتغلب على الميرنجي ذهابا 4-1 وخسر في الإياب صفر-2، ولكن هذا لم يحل دون أن يطيح به بعيدا.
ورغم هذه المحفزات التاريخية التي تحيط بلقاء الفريقين، إلا أن وضع مباراة اليوم يختلف كلية عن مواجهتما السابقة، فعلى صعيد ريال مدريد، فهو يمر حاليا بمرحلة إنعدام وزن طارئة، منذ سقوطه "المفاجيء" أمام برشلونة في الليجا، وما ترتب عليه من تبعات ادت إلى خسارته من أشبيليه، صحيح أنه فاز بعدهما على رايو فالكيانو بخماسية، إلا أن هذا الإنتصار لم يكن كافيا لطمأنة عشاق الميرنجي، في مواجهة فريق متمرس وشاب مثل بوروسيا دورتموند، خاصة مع تراجع ترتيب الفريق إلى المركز الثالث في الليجا.
وزادت الأمور سوء بالإصابة المفاجئة التي تعرض لها الظهير مارسيلو دا سيلفا، صحيح أن أنشيلوتي قلل من تأثير غياب اللاعب عن فريقه في ظل وجود فابيو كوينتراو، وفي نفس الوقت حالة القلق التي يعيشها نجم الفريق كريستيانو رونالدو مع بعض من جماهير الريال التي أطلقت ضده صافرات الإستهجان في مباراة رايو الأخيرة، وكذلك حالة التوتر لدى جاريث بيل وعدم القدرة على إثبات قيمته ومكانته, وحالة التوفيق وعدم التوفيق التي تنتاب كريم بنزيمه بالتناوب.
ولكن تبقى كل هذه قراءات للظروف التي يمر بها، ولكن يوضع في الإعتبار أن ريال مدريد لم يصل لهذا الدور إلا من خلال الإطاحة بفريق الماني أخر هو شالكة" وبرقم قياسي من الأهداف بلغ 9 أهداف في مجموع المباراتين، ولديه الرغبة في إثبات قدرته على مواصلة المسيرة وصولا إلى النهائي الذي يحلم به، وبمجرد أن يتخلص الجميع من اعبائه النفسية يمكن أن تتغير كل هذه الشواهد.
وفي المقابل ايضا فإن بوروسيا دورتموند ليس هو نفس الفريق ونفس التشكيلة التي أطاحت بالريال من جولة الذهاب للدور قبل النهائي العام الماضي، فالوضع مختلف تماما، ويكفي أن أبرز لاعبيه وهدافه روبرت ليفاندوفسكي يغيب عن هذه المباراة بسبب الإيقاف، صحيح أن أي فريق لا يتوقف على لاعب واحد، ولكن يكفي القول أن ليفاندوفسكي كان صاحب أهداف دروتموند "كلها" في مرمى ريال العام الماضي، وغيابه يتسبب في فراغ كبير في هجوم "الأصفر".
ونتائج دورتموند على الصعيد المحلي والقاري مختلف كلية عن الموسم الماضي، صحيح أن بايرن حسم بالفعل لقب البوندسليجا هذا الموسم قبل النهاية بسبع جولات، إلا أن دورتموند يتأخر عنه حتى الان بفارق 23 نقطة قابلة للزيادة، أما على مستوى بطولة دوري الأبطال، فلم يصل دورتموند إلى دور ال16 إلا عن طريق هدف في اللحظات الأخيرة في آخر مبارياته بدور المجموعات أمام مارسيليا الفرنسي.
ولم تتوقف المسألة عند غياب ليفاندوفسكي فقط، ولكن المدرب الشباب يورجن كلوب، سيجد نفسه في مأزق حقيقي في ظل غياب ستة لاعبين دفعة واحدة هم إلكاي جويندوجان ونيفين سابوتيتش وياكوب بلازتشايكوفسكي وسفين بندر ومارسيل شميلتزر.
وقد يدفع كلوب إما بماركو ريوس، الذي سجل ثلاثة أهداف في الفوز المعنوي الذي حققه الفريق على شتوتجارت مؤخرا 3-2 بعدما كان متخلفا بهدفين، أو بيير إميريك أوبامييانج في مركز المهاجم غير الصريح.
وطبعا يأمل دورتموند في الخروج بنتيجة يمكن تحسينها أو حتى تعويضها عندما يعود ليفاندوفسكي للفريق في مباراة العودة والتي ستقام على ملعب سيجنال إيدونا بارك بمدينة بمدينة دورتموند، ووقتها ستكون المهمة شاقة على رونالدو ورفاقه، مع العلم أن كلوب يصدر الحرب النفسية لأنشيلوتي بالحديث عن أن ريال مدريد هو الأقرب للترشح في ظل الظروف " الصعبة" التي يمر بها دروتموند !